جدتي والقمر

عاد اخي من السفر وبداء يستعد للالتحاق بالجامعة ، كنا نختار التخصصات التي يفضلها والجامعات ايضا ، وتم تقديم الطلب وما زال اخي ينتظر النتيجة .. وفي احد الليالي المقمرة كان يجلس عند جدتي مع اصدقائة من ابناء عمي على ما نسمية ( البرندة ) وكان ينظر الى القمر وخطر ببالة سؤال قاله لجدتي ..
جدتي : اتعلمن ان الناس وصلوا القمر ... فما كان من جدتي الا ان استعاذة بالله مما يقول واخذت تهزاء بة وبما يقول وتصفه بالكاذب .. فما كان من اخي الا ان سالها مرة اخرى .. اتعلمين ان القمر كبير جد ..؟!!
فبدى على جدتي الغضب لانها ترى في كلامه السخرية والغباء معا ..

فقال لها : ما حجم القمر في نظرك ؟
فقالت: انه بحجم الطبق الذي ناكل فيه ولو كان كبيرا كما تقول لغطى الارض بما فيها ..
_ جدتي امية لاتعرف القراءة وعاشت في مجتمع متواضع فكريا يؤمن بما يرى ، ولا يرى ما خلف الصورة ..
عندما حكى لي اخي القصة اخذت اتأمل وأسال نفسي؟؟؟

اذا احضرنا احدا الاشخاص الذين عاشوا - لن اقول قبل الاف السنين - بل قبل مئات السنين فقط الى عصرنا الحالي ، كيف برايكم سوف يعيش ॥؟؟ مع الكم الهائل من العلوم التي تثبت خطأ معتقداته التي آمن بها طويلا !!

عندما تأملت هذه الحالة شعرت بأنه سوف يتمنى ان يقطع اربا على ان يعيش هذه الحياة ..
وهذا ما يفعلة كثيرا منا يجادل ويغالط ولا يسلم حتى بالدليل القاطع لفكرة آمن بها طويلا ثم وجد من يقول له انها فكرة خاطئه ..
لذلك علينا دائما ان نكون اكثر تقبلا للافكر الجديدة حتى اذا لم توافق ما نعتقد اذا كان هناك دليل قاطع .
وفي الختام اتذكر مقولة جميلة تدعونا الى عدم التحجر في افكارنا وهي :

" اذا لم تغير رائيك مؤخرا فتحسس نبضك فربما تكون قد مت "